القائمة الرئيسية

الصفحات

تاريخ التفسير العلمي للآيات القرآنية

 

تاريخ التفسير العلمي للآيات القرآنية

تاريخ التفسير العلمي للآيات القرآنية

 

     ان تطور العلوم احدث ضجة كبيرة في العالم , وخاصة في القرون الأخيرة مما جعلها تتقدم في كل المجالات , في مجال المواصلات والاتصالات وفي المجال الاقتصادي وغيرها أخرى , وهذا أدى الى ظهور علماء ينفون ان هذا اكتشاف جديد وخاصة القائلين بالتفسير العلمي , والقول أن القرآن يشمل على كل العلوم وليس هذا بجديد , قال هذا عدة من العلماء المتقدمين والمتأخرين منهم , لكن قبل البدء بتاريخ التفسير العلمي نبيّن معنى التفسير في اللغة والاصطلاح :

التفسير لغةً :

     " من الفسر وهو البيان , فَسَرَ الشيء يفسِره بالكسرة , وتفسُره بالضم فَسْراً , وفَسَّرَهُ أبانه , ...وقوله عز وجلّ " وأحسن تفسيراً" الفَسْرُ كشف المغطّى التفسير كشف المراد عن القول اللفظ المشكل "[1] .

التفسير اصطلاحا :

     عرّفه الشريف الجرجاني : هو الكشف والإظهار , وفي الشرع , توضيح معنى الآية وشأنها وقصتها . والسبب الذي نزلت فيه بلفظ يدل عليه دلالة ظاهرية "[2] .

     وقال الزرقاني : " علم يبحث فيه عن القرآن الكريم من حيث دلالته على مراد الله تعالى بقدر الطاقة البشرية "[3] .

     وجاء في البرهان للزركشي: " علم يبحث به فهم كتاب الله المنزل على نبيه محمد ص، وبيان معانيه واستخراج احكامه وحكمه واستمداد ذلك من علم اللغة والنحو والتصريف وعلم البيان وأصول اللغة والقراءات ويحتاج الى معرفة اسباب النزول والناسخ والمنسوخ "[4] .

الاهتمام بالتفسير العلمي منذ القرن الخامس الهجري :

     كانت بداية التفسير العلمي في القرن الخامس الهجري، وخاصة لدى أبي حامد الغزالي (ت 505هـ) المدافع عن هذا الاتجاه والداعي له بقوة [5].

     وكان يعتقد أن العلوم كلها قد أشار إليها القرآن، ودعا بها الى التطور والتعمق حيث قال:

    " العلوم كلها داخلة في أفعال الله عز وجل وصفاته , وفي القرآن شرح ذاته وأفعاله وصفاته , وهذه العلوم لا نهاية لها، وفي القرآن إشارة الى مجامعها والمقامات في التعمق في تفصيله راجع الى فهم القرآن , ومجرد ظاهر التفسير لا يشير الى ذلك , بل كان ما أشكل فيه على النظارة ، واختلف الخلائق في النظريات والمقولات ففي القرآن رموز ودلالات عليه يختص أهل الفهم بدركها "[6] .

   وقال في كتاب جواهر القرآن :

   " ...فذكر علم الطب والنجوم وهيئة العالم وهيئة بدن الحيوانات وتشريح أعضائه..."[7] .

   ثم ذكر بعض الآيات التي لا تفسّر إلا بمعرفة هذه العلوم كما في قوله تعالى :

-       في علم الطب :  )وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ([8] .

-       وعلم الفلك :  )وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ([9]

-       وقوله تعالى أيضا في علم الفلك : )وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ([10] .

-       وعلم تشريح الأعضاء : )الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ([11]

علماء ومفسرون مؤيدون للتفسير العلمي:

     وفي القرن السادس الهجري ظهر كتاب (مفاتيح الغيب) المعروف بالتفسير الكبير للفخر الرازي (ت 606هـ) وكان مدافعا ومؤيداً بشدة لمنهج التفسير العلمي[12] .

    ثم ظهر الزركشي (ت 794هـ) في القرن الثامن الهجري، حيث قال في كتابه (البرهان في علوم القرآن) : "[13] 

    وفي القرآن علم الأولين والآخرين ، وما من شيء إلا ويمكن استخراجه منه لمن فهمه الله تعالى "[14] .

    وأيّد السيوطي ذلك بقوله في كتابه (الاتقان في علوم القرآن) :

   " وأنا أقول قد اشتمل كتاب الله العزيز على كل شيء , أما أنواع العلوم فليس منها باب ولا مسألة هي أصل إلا وفي القرآن ما يدلّ عليها , وفيه عجائب المخلوقات وملكوت السماوات والأرض , وما في الأفق الأعلى وما تحت الثرى ....الى غير ذلك مما يحتاج شرحه الى مجلدات "[15] .

   وكثير من الباحثين والمؤلفين أيدوا منهج التفسير العلمي ودعوا الى هذا النمط من التفسير .

أهم المؤلفات في التفسير العلمي:

   من أبرز الكتب المعروفة ، والتي يحمل بعضها إشارات في التفسير العلمي ، والبعض الآخر تعمق في لجج تفصيلات هذا المنهج :

-         كتاب الجواهر في تفسير القرآن ، الشيخ طنطاوي جوهري.

-         الاعجاز العلمي الى أين؟ الدكتور مساعد الطيار .

-         العلوم الطبيعية في القرآن ، يوسف مروة .

-         التكامل في الإسلام ، أحمد أمين .

-         القرآن يتجلى في عصر العلم ، الشيخ نزيه القميحا .

-         في ظلال القرآن ، سيد قطب .

-         الإسلام والطب الحديث ، عبد العزيز إسماعيل .

-         التفسير العلمي للقرآن في الميزان ، أحمد عمر

 

د. نهضة الشريفي

 

    الهوامش:


[1] لسان العرب , ابن منظور , ج5 , 55

[2] التعريفات , الجرجاني , ص1

[3] مناهل العرفان , الزرقاني , ج1 . ص5

[4] البرهان في علوم القرآن , الزركشي , ج1 , ص2

[5] ظ . التفسير العلمي للقرآن جذوره والموقف منه , عادل علي أحمد , ص20

[6] احياء علوم الدين , الغزالي , ج1 , ص255

[7] جواهر القرآن , الغزالي , ص30

[8] الشعراء 80

[9] يس 39

[10] يس 38

[11] الانفطار 8

[12] التفسير العلمي للقرآن , عادل علي احمد , ص21

[13] المصدر نفسه

[14] البرهان في علوم القرآن , الزركشي , ج2 , ص181

[15] الاتقان في علوم القرآن , السيوطي , ج2 , ص129

 


أنت الان في اول موضوع
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع في المحتويات