القائمة الرئيسية

الصفحات

 

           

مفهوم الإشارات العلمية في القرآن

مفهوم الإشارات العلمية في القرآن

أولا: الإشارة لغةً     

    الإشارة تعني " العلامة والإيماء، والذي يعني اختيار أمر من الامور"[1] . " من القول أو العمل أو الرأي"[2] .

   جاءت هذه الكلمة بهذا المعنى في سورة مريم في قوله تعالى : )فأشارت إليه([3].

   وجاء في لسان العرب: " وأشار إليه وشَوّر أومأ، يكون ذلك بالكفّ أو العين أو الحاجب ..., وشور عليه بيده أي أشار, والمشيرة هي الإصبع التي يقال لها السبابة وهو منه، ويقال للسبابتين المشيرتان , وأشار الرجل يشير إشارة إذا أومأ بيده ، ويقال شورت إليه بيدي وأشرت إليه أي لوّحْت إليه وألَحْتُ أيضاً , وأشار إليه باليد أومأ وأشار عليه بالرأي ,وأشار يشير إذا ما وجه الرأي ويقال فلان جيد المشورة "[4] .

   وقال الفيروز آبادي : " أومأ كأشار، ويكون بالكف والعين والحاجب . وأشار عليه بكذا : أمره " [5]. 

ثانيا: الإشارة اصطلاحاً

    الإشارة في الاصطلاح تعني " أن يستفاد شيء من الكلام دون أن يكون موضوعاً له, والإشارة قد تكون حسية كما هو الحال في ألفاظ الإشارة مثل (هذا – هذه - ذلك) وقد تكون ذهنية كالإشارة للمعنى في الكلام , بحيث لو أراد التصريح به للزمه الكثير من الكلام , ثم ان الإشارة قد تكون ظاهرة وقد تكون خفية "[6] .

   وهناك تعريفات اصطلاحية أخرى لهذه الكلمة :

1- " الاسم الذي أشار به الى المسمى "[7] .

2- ما أشير إليه إشارة حسية , أي بالجوارح والأعضاء لا عقلية ، والأسماء المذكورة – يقصد المضمرات والمظهرات وخاصة ما فيها لام العهد – فإنها للمشار إليه اشارة عقلية ذهنية , فلم يحتج في الحدّ الى ان يقول : المشار إليه اشارة حسية , لأن مطلق الإشارة حقيقة في الحسية دون الذهنية "[8] .

3-  " إخبار الغير عن المراد بغير عبارة اللسان "[9] .

4-  " ما يخفى عن المتكلم كشفه بالعبارة للطافة معناه "[10] .

5- قال الجامي " فلا يرد ضمير الغائب وأمثاله , فإنها للإشارة الى معانيها اشارة ذهنية لا حسية , مثل : )ذلكم الله ربكم([11] – مما ليس الإشارة إليه اشارة حسية – محمول على التجوز "[12] .

ثالثا: العلم لغةً

أ‌-     يقال علّم علماً – بفتحة وكسرة – أي حصلت له حقيقة العلم .

ب‌-   يقال علم الشيء : أي عرفه , وتيقّنه وأدركه .

ت‌-  يقال أعلمه الأمر , وبالأمر : أي أطلعه عليه[13] .

والعلم مطلقاً : " مطلق الإدراك الذي يشمل التصور والتصديق "[14] .

وقال الحكماء :  " العلم هو حصول صورة الشيء في العقل "[15] .

رابعا: العلم في القرآن 

   وردت مادة (علم) بصيغها الصرفية في القرآن الكريم بمواضع عدة منها :

-         )والراسخون في العلم يقولون آمنا به كلُ من عند ربنا([16] .

-         )لكن الراسخون في العلم منهم والمؤمنون يؤمنون بما أُنزل إليك وما أُنزل من قبلك([17]  .

-         )بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم وما يجد بآياتنا إلا الظالمون([18] .

-         )إنما يخشى الله من عباده العلماء([19] .

-         ) تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك([20].

خامسا: العلم اصطلاحا

   لكلمة العلم بعد الإضافة اليها عدة معانٍ اصطلاحية[21] :

أ‌-     الموضوع ذاته : فيقال علم الفلك , وعلم الطب , وعلم النفس , وعلم التفسير , وعلم الكلام وهكذا , ويراد به موضوعات هذه العلوم , ومسائلها .

ب‌-            معرفة الموضوع : فيقال : لفلان علم بموضوع النجوم , أو علم بالأنساب , أو علم بالأنواء الجوية ,أي عند إلمام ومعرفة بمسائل وقواعد هذه العلوم .

ت‌-            القدرة على معرفة الموضوع : وهي المعرفة بالقوة , أي القدرة على معرفة مسائل وقواعد الموضوع , وإن لم تكن حاصلة بالفعل .

    وأفضل هذه التعريفات هو الأول كما قال السيد داود العطار .

        د. نهضة الشريفي

 

        الهوامش:


[1] مناهج المفسرين .

[2] التحقيق في كلمات القرآن الكريم , حسن المصطفوي التبريزي , ج6 , 141

[3] مريم 29

[4] لسان العرب , محمد بن مكرم , ج4 , 434

[5] القاموس المحيط , الفيروز آبادي و ج1 , 441

[6] أصول التفسير وقواعده , خالد عبد الرحمن العك , 205 -206

[7] الاصول في النحو , ابن السراج , ج2 , ص2

[8] شرح الرضي على الكفاية , رضي الدين الاسترادبادي , ج2 , 473

[9] موسوعة مصطلحات التصوف الاسلامي , د. رفيق العجم , ص62

[10] المصدر نفسه .

[11] الانعام 102

[12] القواعد الضيائية , عبد الرحمن الجامي , ج2 , 92

[13] المفردات في غريب القرآن , الراغب الاصفهاني , 343

[14] موجز علوم القرآن , داود العطار , 13

[15] التعريفات , عبد القاهر الجرجاني , 135

[16] آل عمران 7

[17] النساء 162

[18] العنكبوت 49

[19] فاطر 28

[20] المائدة 116

[21] موجز علوم القرآن , داود العطار , 14

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع في المحتويات