الإشارات العلمية وأهميتها في القرآن الكريم

    في القرآن الكريم آيات عديدة تحمل معان سامية وإشارات علمية دقيقة لها فوائد جمة وأهمية قصوى لا سيما في العصر الحديث عصر التكنولوجيا والتطور العلمي الهائل .

أهمية معرفة الإشارات العلمية :

     إن معرفة الإشارات العلمية له أهمية كبيرة , فمن جهل هذا الجانب من القرآن الكريم قد لا يقرّ بإعجاز القرآن الكريم وخاصة إن كان من الذين يعتمدون الأدلة الحسية والمادية , إلا أن القرآن الكريم لم يترك شيئاً يدحضه فلديه كل المعارف , الغيبية والتاريخية والمادية وغيرها العديد , ولنا أمثلة متنوعة من اللذين اهتدوا وأسلموا لمعرفة ان هذا العلم أو ذاك الاكتشاف هو موجود لدى رسول الإسلام محمد (صلى الله عليه وآله ) في معجزته الكبرى .

     وسيندهش العالم أزاء هؤلاء الذين توصلوا الى الحقيقة عبر الإشارات العلمية ، ويقف مذهولاً وهو يرى الحقيقة ساطعة كالشمس في كبد السماء , عندها ليس له أي عذر سوى الإقرار بأن طريق الحق والحياة المطمئنة التي يبحث عنها البشر موجودة في الإسلام الأصيل ; لكن هيهات لمن عاند وتكبر وطغى وتجبر فهو قرين الشيطان الرجيم ومصيره الى الجحيم .

     وهنا نذكر بعضاً من فوائد معرفة هذه العلوم التي توجد في كتاب الله تعالى :

-         التيقن والاطمئنان أننا على طريق الحق .

-         معرفة الله تعالى وعظمة خلقة .

-   بعد المعرفة تصبح لدينا القوة الإيمانية للردّ على من يدّعي بأسبقيتهم في العلم وأنهم المتقدمون ونحن المتأخرون .

-         هداية الناس والتبشير بالإسلام والدعوة الى اعتناقه .

    ومن نماذج تأثر غير المسلمين بإعجاز القرآن الكريم نورد قصة:

 البروفيسور موريس بوكاي:

     الطبيب الفرنسي الذي قام مع مجموعة من الأطباء والجراحين بدراسة مومياء فرعون الذي طارد النبي موسى (عليه السلام) وبني إسرائيل في البحر^[1] .

    لقد " كان المعالجون مهتمون بترميم المومياء , بينما كان اهتمام رئيسهم موريس بوكاي عنهم مختلف , كان يحاول ان يكتشف كيف مات هذا الملك الفرعوني , وفي ساعة متأخرة من الليل ظهرت نتائج التحليل النهائية ... لقد كانت بقايا الملح العالق بجسده أكبر دليل على انه مات غريق ..! وان جثته استخرجت من البحر بعد غرق فوراً , ثم اسرعوا بتحنيط جثته لينجو بدنه ..! لكن ثمة أمر غريب ما زال يحيره وهو كيف بقيت هذه الجثة دون الجثث الفرعونية المحنطة اكثر سلامة من غيرها رغم أنها استخرجت من البحر ..!؟ "^[2]

    لكنه ذُهل بعد أن سمع أمراً لم يكن يتوقعه , " كان موريس بوكاي يعدّ تقريراً نهائياً عما كان يعتقده اكتشافا جديداً في انتشال جثة فرعون من البحر وتحنيطها بعد غرقه مباشرة , حتى همس أحدهم في أذنه قائلاً : لا تتعجل فإن المسلمين يتحدثون عن غرق هذه المومياء ...ولكنه استنكر بشدة هذا الخبر , واستغربه , فمثل هذا الاكتشاف لا يمكن معرفته إلا بتطور العلم الحديث وعبر اجهزة حاسوبية حديثة بالغة الدقة , فقال له احدهم : ان قرآنهم الذي يؤمنون به يروي قصة عن غرقه وعن سلامة جثته بعد غرقه ..! "^[3].

    حتى انه طلب التوراة وقرأ فيها فلم يجد ما يؤكد غرق فرعون ونجاة بدنه بعد الغرق، وكذلك في الإنجيل, فلم يهدأ له بال حتى سافر الى المملكة السعودية وشارك في مؤتمر طبي يضم مجموعة من الأطباء المتخصصين بالتشريح، وكانوا من المسلمين، فطرح ما كان يجول بباله^[4] .

   " وهناك كان اول حديث تحدث به معهم عما اكتشفه من نجاة جثة فرعون بعد الغرق ..فقام أحدهم و فتح له المصحف وأخذ يقرأ له قوله تعالى : )فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ (^[5] - وقد تعلم موريس بوكاي العربية قبل ذلك – لقد كان وقع الآية عليه شديداً , ورجّت له نفسه رجّة جعلته يقف امام الحضور ويصرخ بأعلى صوته : لقد دخلت الإسلام وآمنت بهذا القرآن "^[6].

الدكتور بنوه (علي سلمان) :

    هذا الكاثوليكي الفرنسي يعتنق دين الإسلام ويقول : " كان شعوري بوحدانية الله يمنع عليّ قبول مبدأ (ثالث ثلاثة) كما انه كان بطريق التبعية يمنع بيني وبين الإقرار بإلوهية المسيح , وبهذا كنت على اتفاق تام من حيث لا أشعر مع ما يتضمنه الشطر الأول من شهادة (لا إله إلا الله ) ومع ورح سورة الإخلاص : ) قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ ( ^[7] , وعليه يتبيّن ان اعتناقي للإسلام كان راجعاً أولاً الى أسباب روحية , إلا ان اسباب اخرى حملتني على دخول هذا الدين ومن بينها عدم الرضا بالرهبانية التي يجترئ أصحابها على نيل سلطة يعتقدون من ورائها أنه يمكنهم محو السيئات البشرية , وما كانت ترضيني كذلك الطريقة المتبعة عند الكاثوليكيين : ( التعميد ) "^[8] , هذه الطريقة هي كما يزعمون يقومون بدمج روح المسيح في الطفل من خلال تناول القربان المتمثل فيه المسيح^[9] .

     ثم يقول : " ثم ان نصوص بعض آيّ الكتاب الموحي به على نبينا منذ ما يزيد على ثلاثة عشر قرناً تتناسب وأحدث العلوم العصرية , وكان من جراء هذه الملاحظات أن آمنت نهائياً , فأصبحت بهذا على وفق الشطر الثاني من شهادتنا (محمد رسول الله ) "^[10] .

كلوم م. هاشاوى:

     هو مستشار هندسي بمعامل شركة جنرال الكتبرك – مصمم العقل الإلكتروني ، قال: " لقد وجدت ان الايمان بالله هو الملاذ الوحيد الذي تطمئن إليه الروح , وكما يقول أوجستين (لقد خلقنا الله لنفسه وان ارواحنا لتبقى قلقة حائرة حتى تستقر في رحابه)^[11] , أما من حيث الأسباب الفكرية التي تدعوني للإيمان بالله , فإنني أحب ان أبدأ بذكر الحقائق التي لا سبيل الى إنكارها والتي لا شك في ان غيري ممن اسهموا في هذا الكتاب – يقصد كتاب الله يتجلى في عصر العلم – وهي ان التصميم يحتاج الى مصمم ,وقد دعم هذا السبب القوي من اسباب إيماني بالله ما أقوم به من الأعمال الهندسية , فبعد اشتغالي لسنوات عديدة في عمل تصميمات لأجهزة وأدوات كهربية ; ازداد تقديري لكل تصميم وإبداع أينما وجدته وعلى ذلك فإنه مما لا يتفق مع العقل ان يكون ذلك التصميم البديع للعالم من حولنا إلا من إبداع إله اعظم لا نهاية لتدبيره وإبداعه وعبقريته "^[12] , ثم يستطرد قائلاً : " حقيقة ان هذه طريقة قديمة من طرق الاستدلال على وجود الله , ولكن العلوم الحديثة قد جعلتها اشد بياناً وأقوى حجة منها في أي وقت مضى "^[13] .

    ولنا الكثير من النماذج في هذا الصدد ، فالحمد لله على نعمة الإسلام .

د. نهضة الشريفي