الرواية بين الفكــــرة والأسلوب
محتويات البحث
المقدمة
أولا: الفكرة
- سيادة الفكرة
- نوع الفكرة
ثانيا: الأسلوب
- أقسام الأسلوب
- الأسلوب الحواري
***********************
المقدمة:
من العناصر الرئيسة للرواية فكرتها وأسلوبها, وهذان العنصران يعدّان بمثابة العصب النابض للرواية, يضفيان الحياة والاستمرار والبقاء لها, فضلا عن العناصر الأخرى التي بحثناها سابقا وهي: الحبكة، الشخصيات، البيئة.
في هذا البحث سنتعرض لعنصرَي الفكرة، والأسلوب، بإطلالة سريعة.
أولا: الفكرة
بديهياً، أن تكون لكل رواية فكرة, هي مغزاها أو معناها العام، وهي وجهة نظر الروائي أو فلسفته في الإنسان والمجتمع والحياة, والفكرة عادة لا تتمثل في فقرة من فقرات الرواية أو مشهد من مشاهدها، وإنما (تتمثل في نسيج الرواية كله ولا تُفهم إلا بعد الانتهاء من قراءة العمل الروائي كله)([1]) .
سيادة الفكرة:
ثمة نوع من الروايات تكون السيادة فيه لفكرة من الأفكار تطفو على سطح الحوادث وتحجب البيئة والشخصيات خلفها، وغالباً ما تكون الغاية القصوى لقصص كهذه إصلاح المجتمع أو السخرية من بعض النقائض الاجتماعية أو استهجان بعض الأفكار الطارئة([2]).
هذه القصص الإصلاحية عادة ما تكون قصيرة الأجل لا يكتب لها البقاء طويلاً... لماذا؟ لأنه (لابد أن يأتي اليوم الذي تعالج فيه هذه النقائص وتدرج في سجل النسيان)([3]) فنقائص الأمس سدت ثغورها اليوم واكتملت أو كادت، وربما توارت خلف بوابة الزمان وأهملت دون معالجة, فصار على القاصّ معالجة ما استجدّ من أفكار عصره ونقائصه.
ولا تقوّم الفكرة في الرواية من حيث قيمتها أو جدّتها بل من حيث أسلوب طرحها وانسجامها مع العناصر الروائية الأخرى، وتجسيدها بوسائل وصور وأشكال جديدة([4]).
نوع الفكرة:
ليس من الضروري أن تكون جميع الروايات متركزة على فكرة تكون وقفاً على الإصلاح الاجتماعي، فكثيراً ما يخرج الكاتب بفكرة فلسفية تنتظم أعمق العلاقات الإنسانية وأطولها بقاءً على الزمن([5]).
كما يمكن أن يتاح له (اقتناص بعض المشخصات الخالدة في الطبيعة الإنسانية، وتلوين البيئة بألوان صادقة معبرة، وهو بهذا يمهد لقصته سبيل الخلود فتطوى فكرته الإصلاحية مع الزمن وتبقى هذه الألوان الفنية الصادقة)([6]).
إذن، اتضح من خلال ما ذكرنا أن من المهم معرفة:
إنّ اصطناع الشخصيات وافتعال الحوادث إن هي إلا مطية طيعة لبلورة الفكرة التي يبغي الكاتب البارع طرحها وتقديمها إلى قرّائه.
ثانيا: الأسلوب
من العناصر الحيوية للرواية (الأسلوب)، وهو التعبير الفني عن معنى معين، أو هو (الطريقة التي يستطيع بها الكاتب أن يصنع الوسائل التي بين يديه لتحقيق أهدافه الفنية)([7])، ولكل روائي أسلوبه الخاص في اختيار الكلمات وترتيب الجمل وتنسيق الأحداث.
ومن الضروري أن يكون الأسلوب القصصي متميزاً بالبساطة والوضوح ليبلغ بروايته أسباب النجاح ، إذ (إن الأسلوب في القصة يأتي وسيلة لا غاية في ذاته)([8])، يتوسل بها لإيصال فكرة روايته إلى ذهن المتلقي.
إلا إن بعض الكتاب يرون أن من الممكن (ان يجمع الأسلوب القصصي بين الفائدة القصصية- أي تحقيق الأغراض الفنية للرواية – والنزعة البلاغية التي تقوم على تحقيق النواحي الجمالية والبيانية في لغة القصة)([9]).
أقسام الأسلوب:
إن الأسلوب التعبيري لا ينفصل عن المعنى بأي حال من الأحوال إذا أخذنا المعنى بمدلوله الواسع، ويقسم على أربعة أقسام:
- المعنى
- الإحساس
- الإيقاع
- القصد
فالإحساس هو موقف الكاتب من المعنى الذي يريد نقله، والدلالة التي يحاول إيصالها إلى فكر القارىء، والإيقاع هو وسيلته إلى الاتصال الوثيق بالقارىء، أما القصد فهو الغاية التي يسعى إلى بلوغها([10]) .
الأسلوب الحواري:
يعدّ الحوار جزءاً مهما من الأسلوب التعبيري في الرواية (وهو صفة من الصفات العقلية التي لا تنفصل عن الشخصية بوجه من الوجوه، ولهذا كان – الحوار- من أهم الوسائل التي يعتمد عليها الكاتب في رسم شخصياته)([11]) .
والحوار في القصة يكون عمله الحقيقي رفع الحجب عن عواطف الشخصية وأحاسيسها المختلفة، وربما يستعمل أحياناً في تطوير الحوادث واستحضار الحلقات المفقودة فيها([12]) .
الدكتورة نهضة الشريفي
الهوامش:
تعليقات
إرسال تعليق