القائمة الرئيسية

الصفحات

البيئـــــــة وأثرها في الرواية



البيئـــــــة وأثرها في الرواية



 البيئـــــــة وأثرها في الرواية


محتويات البحث
أولا: المقدمة
ثانيا: تعريف البيئة
ثالثا: وظيفة البيئة
رابعا: أنواع البيئات
خامسا: وصف البيئة
*****************************

أولا: المقدمة

    من العناصر المؤثرة تأثيرا كبيرا على طبيعة وأحداث الرواية أو العمل الأدبي عموما، عنصر البيئة الذي يخلق الفنّ ويتبلور في أجوائه، وهو لا يقل أهمية عن عنصر الحبكة وعنصر الشخصيات في الرواية أو القصة.

     في هذا البحث سنطلّ إطلالة سريعة على عنصر البيئة، لنتبين ماهيته ووظيفته وأنواعه.   

ثانيا: تعريف البيئة

      عنصر البيئة يعني حقيقة الرواية الزمانية والمكانية، أي كل ما يتصل بوسطها الطبيعي وبأخلاق الشخصيات وشمائلهم وأساليبهم في الحياة([1]) .

    ويمكن تعريفه أيضاً بأنه (مجموعة القوى والعوامل الثابتة والطارئة التي تحيط بالفرد وتؤثر في تصرفاته في الحياة وتوجهها وجهة معينة)([2]). ويطلق على البيئة مسميات أخرى مثل (المجال) أو (الجو العام)([3]) .

ثالثا: وظيفة البيئة

إن الرواية ليست معزولة عن مجالها الطبيعي والاجتماعي، ولا وجود لأفراد معزولين في المجتمع، (وإنما يستلزم لتصوير موقفهم موضوعياً أن ينظر إليهم مرتبطين أشد الارتباط بمجتمع خاص في مدة معينة وبيئة طبيعية خاصة، وإلا جاءت الرواية متكلفة)([4]) .

      ويمكن اعتبار زمان ومكان الحدث أسلوباً فنياً يستعمله القاص للوصول إلى تقريب العمل القصصي إلى أذهان القرّاء بجعله ممكناً أو محتملاً، وهذا يعني (إن وظيفة الزمان والمكان في العمل القصصي هو: خلق الوهم لدى القارئ بأن ما يقرأه قريب إلى الواقع، أو جزء منه)([5]) .



رابعا: أنواع البيئات

      من المفترض، بل من المفروغ منه أن مجال الأحداث هو المسوغ للقيم الاجتماعية والحيوية التي تتحرك فيها الشخصيات، (وكل عصر في كل بلد له حالاته التي تساعد على تنمية نوع خاص من القيم أو تؤدي إلى القضاء عليها وإقامة قيم أخرى)([6]) ، لذلك تتنوع البيئات تبعاً لقيم وأخلاق وعادات الوسط الذي تولد فيه الرواية، ومن تلك البيئات:  

      - البيئة المحلية 
      - البيئة الاجتماعية 
      - البيئة الطبيعية


ففي اللون المحلي يُعنى المؤلفون بعكس أثر البيئة الطبيعية التي يحيون فيها، في نفوسهم وفي تكوين أذواقهم، وقد يختص بعضهم ببيئات معينة أو أنواع خاصة من الحياة الاجتماعية، كالبيئة البحرية أو حياة الجندية أو حياة المدن الصناعية أو الأوساط التجارية([7]) .. وما أشبه ذلك.

خامسا: وصف البيئة

مِن الكتّاب مَن يؤثر الوصف المفصل الدقيق لبيئة روايته، لا يستثني من ذلك الأزقة والشوارع والبيوت وكل ما يتعلق بالبيئة الطبيعية، على اختلاف في مقدرتهم على تصوير مشاهد الطبيعة تصويراً حياً ناطقاً، وتباين في أساليبهم، فمنهم من يتبنى الوصف لذاته ولا يهمه إلا أن يقدم صورة طبيعية جميلة وإن كانت أحياناً لا تمتّ بصلة للحياة الإنسانية داخل قصته، وآخر يُدخل الطبيعة في حسابه بوصفها عاملا مؤثرا في الحوادث والشخصيات([8]).

      إن القاص يرسم بيئته الروائية من خلال الملاحظة والمشاهدة، أو من قراءاته الخاصة، أو ينسجها بخياله نسجاً، مسلطاً عليها قوة الاختراع والإبداع، إلا أن الأمر غير ذلك في الروايات التاريخية، فالبحث عن البيئة هنا يكون عادة في كتب التاريخ، ملتقطاً منها أوصاف أزيائهم وأخلاق مجتمعهم وعاداتهم في ذلك العصر ، ثم يطلق العنان لخياله من أجل وضع اللمسات الفنية الأخيرة لصهر هذه المادة ومزجها مزجاً تاماً ثم صبها من جديد في بوتقة الرواية([9]).


الدكتورة نهضة الشريفي


الهوامش:


([1]) ظ فن القصة ، د. محمد يوسف نجم : 89
([2]) م . ن : 19
([3]) النقد الأدبي الحديث، د. محمد غنيمي هلال 523
([4]) م . ن : 523
([5]) في النقد الأدبي الحديث، د. فائق مصطفى : 138
([6]) النقد الأدبي الحديث: 523
([7]) ظ فن القصة: 90
([8]) ظ م . ن : 91
([9]) ظ م . ن : 89

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع في المحتويات