القائمة الرئيسية

الصفحات

الأحرف المقطعة في القرآن الكريم - دراسة تحليلية



الأحرف المقطعة في القرآن الكريم - دراسة تحليلية



 الأحرف المقطعة في القرآن الكريم

دراسة تحليلية

      اختص القرآن الكريم بوجود الأحرف المقطعة في مفتتح بعض سوره , لا يوجد له نظير في ذلك , ولم يسبق أن استعمل هذا الأسلوب في الكتب السماوية المتقدمة.

جمال الاستهلال بالأحرف المقطعة :

      إن الاستهلال بالأحرف المقطعة في القرآن الكريم له جمالية جاذبة ووقع خاص متفرد ومختلف عن نمط الاستهلال في النصوص الأدبية في عصور ما قبل الإسلام وما بعده فهو يعتمد (طريقة التفجر الفجائي للكلمة, فيما تسير أغلب النصوص على الطريقة التي تعتمد البناء العقلي المنضبط)([1]) .  وتختلف هذه الأحرف من حيث أن بعضها جاء في موضع واحد , وبعضها الآخر تكرر في مواضع عدّة .

      وقد نزلت السور المباركة التي تحمل هذه الأحرف في أجواء مكية, عدا سور: البقرة , آل عمران , والرعد , فهي من أوائل العهد المدني([2]) .

      وتتزاحم في ذهن المتتبعين والمبحرين في الأجواء القرآنية المقدسة تساؤلات عدّة حول ما تحمل الأحرف المقطعة من معان وأسرار : لماذا لم تمثل الأحرف المقطعة لفظا مفهوما كما هي الألفاظ المقدسة في القرآن الكريم؟ هل جاءت هذه الأحرف بهذا النسق لقصد معين ؟ وهل تحمل دلالة ما للسورة التي توّجت مستهلها ؟ أيمكننا الوقوف على ماهية هذه الدلالة ؟ وقبل كل شيء  كيف تلقى العرب زمن الرسول الأعظم(ص) هذا الأسلوب الذي تفرد به القرآن الكريم ؟

      إن هذه الأحرف المقطعة هي أحد أسرار القرآن العظيم ونور من أنواره القدسية على الرغم من أنها لا تشكل لفظا مفهوما بالنسبة لنا نحن البشر . ولعل أحد أسرارها إبهامها وتعذر الوصول الى فك رموزها العجيبة , ومع ذلك نجد المفسرين ( وهم يحللون الصور الاستهلالية في النص القرآني وقفوا على تحليلات فنية وجمالية , وإشارات الى معان من الرمزية والغموض والغرابة المقصودة ؛ لأن هذه الصور اللفظية في سور القرآن الكريم لا تستهل بكلمة مفهومة, بل برموز أبجدية بسيطة تحمل تنظيما مقصودا أسبغ عليها علم التفسير تأويلات مختلفة)([3]) .

    ولعل في هذه الأحرف إشارة الى( ان من كان بالعقل والصحو استنبط من اللفظ اليسير كثيرا من المعاني, ومن كان في الغيبة والمحو يسمع الكثير فلا يفهم منه اليسير... فأنزل الله هذه الحروف التي لا سبيل الى الوقوف على معانيها, ليكون للأحباب مُزجة حينما لا يقفون على معانيها بعدم السبيل اليها فلا تتوجه عليهم مطالبة بالفهم)([4])  .

موقف عرب الجاهلية من الأحرف المقطعة:

      كان العصر الجاهلي عصرا ذهبيا للأدب العربي , فالوثائق التاريخية المتوافرة تشير الى أن العرب كانوا يتمتعون في تلك المدة بذوق أدبي رفيع يحتل ذروة الفصاحة .

      ومن أهم ما يلاحظ في هذه المدرسة أن شعراءها أو رواتها كانوا من قبائل مختلفة في شرقي الجزيرة وغربيها، حتى ان شعراء القبيلة الواحدة كان يروى خلفهم شعر سلفهم , ولم يكن الشعراء وحدهم الذين يهتمون برواية هذا الشعر؛ فقد كان يشركهم في ذلك الاهتمام أفراد القبيلة جميعهم، لأنه يسجل مناقب قومهم وانتصاراتهم في حروبهم كما يسجل مثالب أعدائهم، وكان كثير من أفراد القبائل الأخرى يشتركون معهم في إشاعة الشعر, و بينهم جم غفير من الحفظة، كانوا يتناقلون الشعر وينشدونه في محافلهم ومجالسهم وأسواقهم؛ إذ لم يكن لهم شاغل سواه، وكان يسجل مآثرهم ومثالبهم وأنسابهم وأيامهم وأخبارهم([5]) .

      وكان للأدب سوق رائجة تدل على اهتمام العرب بلغتهم وآدابها كسوق عكاظ الذي كان يشهد الى جانب المعاملات الاقتصادية والقضايا الاجتماعية حركة أدبية منظّمة سنويا يتم فيها انتخاب أفضل ما قيل من الشعر خلال العام وكانت القصيدة الفائزة تعد فخرا كبيرا للشاعر ولقبيلته([6]) . 

    في مثل هذه الأجواء من الانتعاش الأدبي نزل القرآن العظيم على قلب الرسول الكريم9 , يحمل في طياته ما يقرب من الشعر والنثر بأسلوب أدبي متفرد ملفت , نزل بمائة وأربع عشرة سورة, ست وثمانون منها نزلت في مكة المكرمة , وثمان وعشرون في المدينة المنورة, ومن بين مجموع القرآن استهلت تسع وعشرون سورة بالأحرف المقطعة .

      وقد أجمع المفسرون على أن غالبية السور المبدوءة بالأحرف المقطعة نزلت في مكة المكرمة, وكان وجود هذه الأحرف في مطلع الكلام ظاهرة لم يسبق لها مثيل في حياة العرب بهذه القوة وذلك الصدى , وأمر كهذا من شأنه أن يثير في العربي حب الاستطلاع ويدعوه الى متابعة الكلام الى نهايته .
      ومن الجدير ذكره ان التاريخ لم يحدثنا أن عرب الجاهلية المشركين عابوا على رسول الله(ص) وجود هذه الأحرف المقطعة, وهنا نحتاج الى وقفة تساؤل: إذا كان المشركون يتربصون الدوائر بالمسلمين ويتتبعون العيوب والهفوات ليجعلوهم سخريّا ويطعنوا بقرآنهم, فلِمَ لم يتخذوا من الأحرف المقطعة ذريعة للطعن بالدين الجديد والاستخفاف به ؟

      ربما لم ينكروها لأنها مألوفة لديهم بشكل أو بآخر, ومن الممكن أن يكون لكل من هذه الأحرف أو على الأقل لقسم منها معان ومفاهيم خاصة , فنحن نرى في كثير من الروايات وكلمات المفسرين أن (طه) مثلا تعني: يا رجل , وقد ورد لفظ (طه) في بعض شعر العرب أيضا ولها معنى شبيه بـ : يا رجل أو قريب منه, ويمكن أن تعود هذه الأشعار الى بداية ظهور الإسلام أو الى ما قبل ظهور الإسلام.

      وقد نقل عن بعض علماء الغرب المهتمين بالدراسات الإسلامية انهم كانوا يعممون هذه النظرية على كل الأحرف المقطعة في القرآن ويعتقدون أن الأحرف المقطعة في بداية كل سورة هي كلمة لها معنى خاص أصبح متروكا مع مرور الزمن ووصل إلينا بعضه , وإلا فمن المستبعد أن المشركين آنذاك كانوا يسمعون الحروف المقطعة ولا يفهمون منها شيئا ولا يدركون لها معنى, ثم نراهم لا يسخرون ولا يستهزئون بها, ولم نجد في أي من التواريخ أنهم اتخذوا من الحروف المقطعة وسيلة للقيام بردود أفعال ضدها أو ضد الإسلام([7]) .

      إن هذا الرأي ليس من السهل تطبيقه على كل الأحرف المقطعة فكيف يمكن أن ينسجم مع الحرف الواحد مثل (ن) و (ق) ؟ أما (طه) و (يس) فإنهما قد يكونان من الحروف التي تناسبها هذه النظرية , فهما من أسماء النبي9 كما هو معروف عندنا, ولكن حتى هذه الأسماء قيل عنها أنها حروف مقطعة ( أصبحت تدريجيا وبمرور الزمن اسما خاصا للنبي(ص))([8]) .

      لقد كان المشركون (خصوما ألدّاء اشتدّ عنادهم الى درجة الى درجة أنهم ما كانوا على استعداد حتى لسماع تلاوة رسول الله(ص) , بل أثاروا ضجيجا ورفعوا الأصوات في وجهه(ص) عند قراءته الآيات القرآنية ليضيع في زحمتها وخضمها نداؤه(ص) وهو ما أشارت إليه الآية الكريمة ]وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ[([9]) )([10]) .

      ولذلك قيل انه يمكن أن يكون أحد الأهداف لهذه الأحرف هو جلب انتباه الناس وحثّهم على السكوت والإصغاء , وهذا ما سنشير إليه في المطلب اللاحق بشيء من التفصيل .



الإحكام والترابط الدلالي بين الاستهلالات المتشابهة:


      تكررت مجموعة من الأحرف المقطعة في مستهل بعض السور القرآنية كما في الآية الكريمة ]ألم[ التي وردت في مستهل ستّ سور مباركات .

      ولعل هذه الأحرف تعدّ مرتبة من مراتب القرآن الكريم , إذ انه  وكأطروحة محتملة (ان للكتاب الإلهي مراتب متعددة ولكل مرتبة خاصية أو خواص معينة , وهذا يعود الى كثرة المظاهر الإلهية وعوالمها التي مرت بها , فالحقيقة واحدة وهي حقيقة الكتاب لكن مظاهرها متنوعة كحالات الإنسان المتكثرة)([11]) .

    ومن أهم ما يميز هذه الأحرف البيان والترابط الواضح فيما بينها, إذ ان الآيات التي تلتها جاءت دلالاتها في السور الستّ على نسق متّسق وكأن أحدها متمم للأخرى في انسجام بيّن ينطق بالحقّ , وتظهر للمتأمل فيها صورة قدسية تكشف عن عظمة كتاب الله تعالى , وأنه لا ريب فيه , ولا يرقى إليه الشك البتة , ولا يجد إليه الباطل سبيلا ؛ لأنه منزل من رب العالمين على قلب الرسول الأعظم محمد(ص) .
      ويتوالى ترابط الآيات الكريمة فتتسع دلالاتها وتشمل تبيانا لحكمة ذلك الكتاب السماوي وهدايته للعباد وانه رحمة للمحسنين .
      ولا بأس من الاستضاءة بنور هذه الآيات الست المتشابهة , في محاولة للوقوف عند بعض أسرارها والكشف عن شذرات من ماهية العلاقة التي تربطها ببعضها :

أولا : 

    قال تعالى ]ألم ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ[([12]) , هذه الآية الكريمة تحمل افتتاحا مجملا بذكر القرآن الكريم ونفي الريب والشك عنه وانه حق وصدق , (وقوله  ]لاَ رَيْبَ فِيهِ[ ليس ادعاءً بل تقريرا لحقيقة قرآنية مشهودة هي ان القرآن يشهد بذاته على حقانيته , وبعبارة أخرى فإن مظاهر الصدق والعظمة والانسجام والاستحكام وعمق المعاني وحلاوة الألفاظ والعبارات وفصاحتها من الوضوح بدرجة تبعد عنه كل شك )([13]) .

ثانيا: 

    قال تعالى ]ألم اللّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ [([14]) .

     تبين هذه الآيات الكريمات أن ذلك الكتاب الذي هو منزه من الريب إنما هو وحي منزل من الله الواحد الأحد الحي القيوم على قلب رسوله الأكرم محمد(ص) . وصفة الحياة لله تعالى غير الحياة بالنسبة للبشر, فإن(الحياة بمعناها الواسع الحقيقي هي العلم والقدرة , وعليه فإن من يملك العلم والقدرة اللامتناهيين يملك الحياة الكاملة, فحياة الله تعالى هي مجموعة علمه وقدرته )([15]) , أما صفة القيوم فهي في الواقع أساس كل صفات الفعل , وهي (الصفات التي تبين علاقة الله تعالى بالموجودات كالخالق والرازق والهادي والمحيي...)([16]) .

ثالثا:  

    إن الله الحي القيوم على عباده لن يتركهم دون تمييز وتمحيص ليكشف سرائرهم ونواياهم إذ قال ]ألم أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ[([17]) , فبعد إنزاله القرآن الكريم على قلب الرسول(ص) حقا وصدقا ليهتدي من طلب الهداية , ولا يشك فيه من كان له قلب أو ألقى السمع وهو بصير, أشار هنا في هذه الآية الكريمة الى مسألة من أهم مسائل الحياة البشرية وهي الشدائد والضغوط والامتحان الإلهي .

      إن الامتحان سنّة إلهية دائمية لا بد من أن تجري على الإنسان لأنه في مقام الادعاء يمكن لكل أحد أن يقول عن نفسه انه أشرف مجاهد وأفضل مؤمن , فلابد من معرفة القيم والأوزان لهذه الادعاءات بالامتحان , وينبغي أن تعرف الى أي مدى تنسجم النيات الداخلية مع هذه الادعاءات .

رابعا :  

    وفي قوله تعالى]ألم غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ[([18]) تنبؤ عجيب وبشارة عظيمة للمسلمين الذين اهتدوا بهدي القرآن, وفتنوا ومحصوا, بأن النصر آتٍ في بضع سنين, وهذا إخبار بالمستقبل من قِبل الله تعالى ليفرح المؤمنون الصابرون على الهوان والعذاب الذي كان ينالهم من قِبل مشركي مكة . إن فرح المؤمنين بانتصار الروم على الفرس بعد بضع سنين جاء لجهات متعددة([19]):

1.    انتصار أهل الكتاب على المجوس يعدّ ساحة لانتصار الموحدين على المشركين .
2.    هو بمثابة انتصار معنوي وذلك لظهور إعجاز القرآن .
3.    ثمة انتصار مقارن لذلك الانتصار , ويحتمل أن يكون صلح الحديبية .

      إن هذا التنبؤ الغيبي لهو دليل على إعجاز القرآن وفي الوقت ذاته كان فألا حسنا للمسلمين . وما يلفت النظر في هذه الآية الكريمة إننا لا نجد فيها تنويها عن عظمة القرآن كما في الآيات الأُخر ؛ لأن هذا الخبر المرتبط بالمستقبل هو من دلائل إعجاز القرآن, بيد انه في واقع الأمر لم يتعدّ محور الصفات القرآنية, وبالتالي فهو يؤدي إلى إظهار عظمة القرآن .

خامسا:  

    وبعد البشارة بالنصر وإعلاء كلمة لا إله إلا الله, نجد في الآية الكريمة :  ]ألم تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ هُدًى وَرَحْمَةً لِّلْمُحْسِنِينَ[([20]) وصفا آخر للقرآن بأنه (الكتاب الحكيم) ويأتي هذا الوصف لقوة محتواه ومتانته فلا يقول إلا الحق .

    ووصف الكتاب بالحكيم (إشعار بأنه ليس من لهو الحديث من شيء , بل كتاب لا انثلام فيه ليداخله لهو الحديث وباطل القول, ووصفه أيضا بأنه هدى ورحمة للمحسنين تتميم لصفة حكمته فهو يهدي الى الواقع الحق ويوصل اليه لا كاللهو الشاغل للإنسان عما يهمه , وهو رحمة لا نقمة صارفة عن النعمة)([21]) .

      ثم تذكر الآية التالية الهدف النهائي من نزول القرآن بأنه] هُدًى وَرَحْمَةً لِّلْمُحْسِنِينَ[ فإن الهداية في الحقيقة هي مقدمة لرحمة الله تعالى لأن الإنسان يجد الحقيقة أولا في ظل نور القرآن ويعتقد بها ويعمل بها ويتبعها, وبعد ذلك يستحق أن يكون مشمولا برحمة الله الواسعة ونعمته التي لا حدّ لها .
      ومما يلفت الانتباه اختلاف التعبير في هذه الآية الكريمة عما جاء فيما سبق في آية البقرة ]هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ[ فجاء التعبير هنا بـالهداية للمحسنين , وهذا الاختلاف يمكن أن يكون بسبب (ان روح التسليم وقبول الحقائق لا تحيى في الإنسان بدون التقوى, وعند ذلك سوف لا تكون هنالك هداية )([22]) .  
    فنحن إذا تكاملنا ضمن مرحلة قبول الحق سنرقى الى مرحلة الإيمان والعمل الصالح, وعندها ستتسع وتعظم رحمة الله تعالى أكثر من ذي قبل . ولذلك جاءت الآيات متدرجة على مراحل متعاقبة من مراحل تكامل عباد الله تعالى, وفي كل حال فالقرآن هو مصدر الهداية  والبشارة والرحمة .

سادسا:  

   وكما استُهلت هذه الآيات الخمس بذكر الكتاب ونفي الريب عنه, تأتي الآية الخاتمة للاستهلالات المتشابهة عود على بدء لتؤكد هذه الحقيقة البالغة الأهمية: ] ألم تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ [([23]) ولتخبرنا مجددا بأن هذا الكتاب السماوي محتواه حق ولا مجال لأدنى شك فيه ؛ لأنه منزل من رب العالمين الذي يصدر منه كل حق .

      وهكذا نرى إن هذا التحليل للآيات الكريمات التي تلت الأحرف المقطعة (ألم) قد أفصح عن علاقة وثيقة وتناسب بيّن بيْنَ تلك الآيات, حتى لقد بدت كالسورة الواحدة , بل يجوز التصريح بأن القرآن كله يبدو كسورة واحدة , فقد ( دُرس تناسب سور القرآن الكريم سورة سورة , وتناسب آياته الكريمة آية آية , وتناسب فواتح السور وخواتيمها فكان قطعة فنية واحدة محكمة الربط فخمة النسج)([24]) . كما ورد في التفسير الكبير : ( ان القرآن كالسورة الواحدة لاتصال بعضه ببعض , بل هو كالآية الواحدة)([25]) .

  الدكتورة نهضة الشريفي    

الهوامش :



([1]) النقد الأدبي في كتب التفسير , أحمد طه ياسين الشيخ علي: 109
([2]) ظ الميزان في تفسير القرآن , محمد حسين الطباطبائي : 18/ 8
([3]) النقد الأدبي في كتب التفسير : 109
([4]) دراسات في سورة يوسف , حسين كاظم الزيدي المزيرعاوي : 1/ 113
([5]) تاريخ الأدب العربي (العصر الجاهلي) , شوقي ضيف : 1/143
([6]) ظ دراسات في سورة يوسف : 1/ 110
([7]) ظ الأمثل في كتاب الله المنزل , ناصر مكارم الشيرازي : 9/ 463
([8]) م . ن : 9/ 464
([9]) سورة فصلت : 26
([10]) الأمثل : 1/ 64
([11]) دراسات في سورة يوسف : 1/ 113
([12]) سورة البقرة : 1, 2
([13]) الأمثل : 1/ 66
([14]) سورة آل عمران : 1, 2, 3
([15]) الأمثل : 2/ 170
([16]) م . ن : 2/ 170
([17]) سورة العنكبوت : 1, 2
([18]) سورة الروم : 1, 2, 3
([19]) ظ الامثل : 12/ 425
([20]) سورة لقمان : 1, 2, 3
([21]) الميزان : 16/ 214
([22]) الأمثل : 14/ 12
([23]) سورة السجدة : 1, 2
([24]) التعبير القرآني , فاضل السامرائي : 35
([25]) مفاتيح الغيب , الفخر الرازي : 30/ 214

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع في المحتويات