أساليب الرسل في مواجهة أقوامهم
الجزء الأول
في الجزء الأول من هذا البحث سوف نعرض بعضا من أساليب الرسل في مواجهة أقوامهم عبر الأسلوب الحواري والأسلوب التطبيقي، فنحن عندما نتأمل الآيات الكريمة التي تتعرض
لقصص الأنبياء, ونتابع حركتهم الرسالية في إصلاح مجتمعاتهم نجد أن أساليبهم تنتظم
ضمن منهجين رئيسين :
الأول: المنهج الحواري المباشر,
الذي تزخر به كثير من آيات الله الكريمة, كالحوار الذي كان يدور بين الأنبياء
وطغاة زمانهم, أو بينهم وبين أقوامهم, ومن ذلك ما دار بين إبراهيم(ع) وبين ملك بابل(النمرود) من مناظرة أثبت فيها
نبي الله أن ربه هو خالق السماوات والأرض وهو مالك كل شيء والمدبر لكل شيء, بصورة
أبهتت النمرود وحاشيته, وصعقهم منطقه المحكم وأكمّ أفواههم وأخرس ألسنتهم]أَلَمْ تَرَ إِلَى
الَّذِي حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رِبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ
إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِـي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِـي وَأُمِيتُ قَالَ
إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ
الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ[([1]).
والآخر: المنهج العملي, الذي يتولى
إسقاط ما في أيدي الآخرين من حجج, كحادثة تحطيم الأصنام, فبعد جهاد إبراهيم(ع) في سبيل هداية قومه بالوعظ والإرشاد,
والبرهنة والاستدلال, بشتى الأساليب, وتمادي قومه في إنكارهم وضلالهم, انتهج
أسلوبا آخرا يتمثل في تحطيم الأصنام المقامة في الهيكل, ليثبت لهم بالبرهان العملي
وبطريقة محسوسة عجز الأصنام عن دفع الأذى عن نفسها وإبعاد الشر عن ساحتها, فكيف
تصلح أربابا لهم يستدفعون بها الضرر, ويستجلبون بها النفع؟
]وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُم
بَعْدَ أَن تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ فَجَعَلَهُمْ جُذَاذاً إِلَّا كَبِيراً لَّهُمْ لَعَلَّهُمْ
إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ قَالُوا مَن فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ
قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ قَالُوا فَأْتُوا
بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ قَالُوا أَأَنتَ فَعَلْتَ هَذَا
بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ
إِن كَانُوا يَنطِقُونَ فَرَجَعُوا إِلَى أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ
الظَّالِمُونَ ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُؤُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاء يَنطِقُونَ
قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنفَعُكُمْ شَيْئاً وَلَا يَضُرُّكُمْ
أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ[([2]) .
وغالبا ما يتفاعل المنهجان ليرسما للأجيال
المعاصرة صورة نابضة تمثل قانونا محكما يقرر ما ينبغي أن يمارسونه من أساليب
المناظرة أمام الخصوم .
وتنضوي تحت هذين المنهجين أساليب عدة,
منها: الاستدلال العقلي ــــ مخاطبة الوجدان وإذكاء الفطرة ــــ طريق المعجزة ــــ والأسلوب العلمي :
(1) الاستدلال
العقلي :
وهو منطق الحجة والبرهان, ويأتي في الغالب
لإثبات وجود الله تعالى ووحدانيته والعبودية له، إذ يحتاج النبي في دعوته الى
الاعتماد على العقل والدليل والمنطق, وهو أصل رسالات الأنبياء ونقطة اجتماعها, قال
تعالى] إِذْ جَاءتْهُمُ الرُّسُلُ
مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ[([3]), وقال تعالى ]وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ
أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ[([4]).
إن نداء التوحيد هو النداء الأساس في
القرآن وهو ركيزة النداءات الأخرى, ومعرفة الله الواحد الأحد والعبودية الخالصة له
تفرز في النفس ردّ فعل يعبّر عنه بالعبادة, (والعبادة نمط من علاقة الخضوع والثناء
والحمد التي يوجدها الإنسان مع خالقه...فمعرفته سبحانه وتعالى باعتباره المبدأ
الوحيد لعالم الوجود ومالكه الوحيد وهو رب كل شيء, توجب أن لا نجعل أي مخلوق شريكا
له في العبادة)([5]). وفي بيان حقيقة العبادة
ورد عن أبي عبد الله(ع) : (( كان أكثر عبادة أبي ذرـــ رحمة الله عليه ـــ خصلتين: التفكر
والاعتبار))([6]).
إن العبودية الخالصة لله هي مقام رفيع أسمى
من مقام النبوة, لا يحظى به خالصا إلا الأنبياء والمعصومين, فلا يرقى العبد الى
مقام النبوة ما لم يصل الى أقصى درجات العبودية له سبحانه, لذا نجد الآية الكريمة
تعزز هذا المعنى, حين انطلقت بالقول على لسان عيسى(ع) وهو في المهد]قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ
آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً[([7]), حيث قدّم العبودية لله] قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ[ على إيتائه الكتاب وجعله
نبيا .
وربما يغفل أحدنا ولا يلتفت الى ما نردده
في الصلاة كل يوم عند التشهّد (وأشهد أن محمدا عبده ورسوله), حيث يتقدم مقام
العبودية على مقام النبوة .
إن تكرار الدعوة الى العبودية لله الواحد
الأحد من قبل الأنبياء من لدن نوح وحتّى الرسول الأكرم(ص) لهو( دليل على أنّ السنام الأعلى في دعوة الأنبياء هو قضيّة
التوحيد ومقارعة الشرك وهو القاسم المشترك بين الديانات السماوية، وهذا أصل ثابت
لم يتغيّر بمرور الزمان ولم يكن أمراً وقتياً، بل هو الجذر الأساس في الديانات
السماوية كلّها، وكلّ ما يتعرّض له أهل الديانات المختلفة من مآس ناشئ من الانحراف
عن هذا الأصل)([8]).
ومن أوضح مصاديق أسلوب الاستدلال محاجّة إبراهيم(ع) مع عبدة الأجرام السماوية, التي وردت في
قوله تعالى] :...فَلَمَّا جَنَّ
عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَباً قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا
أُحِبُّ الآفِلِينَ فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغاً قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا
أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ
فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَـذَا رَبِّي هَـذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا
أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ
لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفاً وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ
وَحَآجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللّهِ وَقَدْ هَدَانِ..[([9])حيث تشير هذه
الآيات الكريمة الى نضال إبراهيم(ع) وجهاده بأسلوب منطقي مع عبدة الأجرام
السماوية,وتبيّن كيفية توصله الى أصل التوحيد عن طريق الاستدلال العقلي.
وقد ورد ذكر النبي إبراهيم(ع) في تسع وستين موضعا من القرآن الكريم ضمن
خمس وعشرين سورة مباركة([10]),
تضمنت العديد من آيات الاحتجاج والاستدلال العقلي.
عن الشيخ الصدوق قدس سره أن(النمرود) كان
يبعد الرجال عن النساء ويبقر بطون الحوامل ويقتل الأجنة والأطفال ليظفر بإبراهيم
ويقتله, إثر رؤيا رآها في منامه, لكن إرادة الله فوق تدبير البشر, فحفظ نبيه جنينا
في رحم أمه من كل المكائد( فلما وضعته ذهبت به الى بعض الغيران([11])فجعلته
فيه وأرضعته وجعلت على باب الغارة صخرة...وجعل يشب في اليوم كما يشب غيره في
الجمعة...ثم أُخرج إبراهيم من السرب([12])فرأى
الزهرة وقوما يعبدونها فقال: أهذا ربي؟ ــــ على سبيل الإنكارــــ فلم يلبث أن طلع
القمر وعبده قوم أيضا فقال(ع) : أهذا ربي؟ ـــ على سبيل الإنكارــــ ليكون
ذلك حجة عليهم في إثبات التوحيد ونفي التشبيه)([13]) .
نستفيد من هذا النص أنه كان هناك صنف من
القوم يعبد كوكب الزهرة, وصنف يعبد القمر وآخر يعبد الشمس, فأراد إبراهيم(ع) أن يثبت لنفسه بشكل يبلغ به اليقين ولقومه
بالدليل والبرهان أن الله وحده يستحق العبادة من دون هذه الأجرام والأوثان (ولا شك
أن إبراهيم(ع) كان موقنا يقينا استدلاليا وفطريا بوحدانية
الله ولكنه بدراسة أسرار الخلق بلغ يقينه حد الكمال)([14]). ويمكن
أن يُحمل قوله(ع) ]هذا ربي[ على (المماشاة مع عبدة الأجرام والموافقة الظاهرية المؤقتة حتى يتبين
خطأ القوم وبطلان عقيدتهم فإن من أساليب المناظرة التسليم لمعتقد الخصم مؤقتا حتى
يتبين بطلانه بما يترتب عليه من الفساد , ولو خاصم القوم بنفي ربوبية آلهتهم من
أول الأمر لما تمكن من إقناع القوم ببطلان فرضيتهم)([15]).
وسواء
أكان قول إبراهيم(ع) ]هذا ربي[ على سبيل الإنكار أم كان مجاراة ومماشاة
للقوم, فإنه كان مطمئنا, بفطرته السليمة, وبقوة إدراكه العقلي, وبتسديد إلهي, الى
أن (من خصوصيات الربوبية الدوام والاستمرار وعدم الحدوث والإمكان)([16]),
وسار في هذه الفرضية, تماشيا مع القوم, منتظرا أفول الكوكب الذي لم يلبث إلا قليلا
( والأفول دليل أن العدم يطرأ عليه وأن الموت يحل فيه, والله منزه عن ذلك فهو
السرمدي الأبدي)([17]).
والأفول أيضا دليل على نفي الربوبية عن
الأجرام السماوية, ويمكن أن يكون الاستدلال به من طرق ثلاث([18]) :
·
إن الله المربي لابد أن يكون دائما
قريبا من مخلوقاته ولا ينفصل عنهم لحظة واحدة, وعليه لا يجوز لكائن يغرب ويختفي
ساعات طويلة, أن يكون ربا وإلها .
·
إن كائنا يغرب ويبزغ ويخضع للقوانين
الطبيعية, لا يمكن أن يحكم هذه القوانين ويملكها, لأنه هو نفسه خاضع لأوامرها غير
قادر على الانحراف عنها .
·
إن الكائن المتحرك لا يمكن إلا أن
يكون كائنا حادثا, لأن الحركة دليل على الحدوث, وما كان ذا حركة لا يمكن أن يكون
أزليا وأبديا .
إن إبراهيم(ع) كان أمة
لوحده قانتا لله حنيفا, وباستدلاله هذا يدعونا الى وقفة تفكّر وتأمل تقودنا الى
الاعتبار بهذه القصة, وتعلّمنا كيف يجب أن نتحرك في تفكيرنا وننظّم مسار عقولنا,
إنها طريقة تمهد الأرضية للاستدلال العقلي, وكيف ينبغي أن نتدرج في رفض الأوهام
وإثبات الحق .
(2) مخاطبة الوجدان وإذكاء الفطرة :
وهو أسلوب ليّن يحمل من الشحنات العاطفية
ما يخلق بها جوّا حميما بعيدا عن التشنج والتعصب, وذلك في محاولة لإيقاظ المشاعر
والأحاسيس القلبية لدى المخاطَب، لتتخذ سبيلها الى الإدراكات العقلية, ويمكن أن
نلمس ذلك في الأجواء العاطفية التي خلقها إبراهيم(ع) ضمن حواره
مع أبيه أو عمه, وتخضّعه بين يديه ومناداته إياه]يَا أَبَتِ[ كرة بعد أخرى في قوله تعالى:
]وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ
إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَّبِيّاً إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ
مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنكَ شَيْئاً يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ
جَاءنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطاً سَوِيّاً
يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيّاً
يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَن فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ
وَلِيّاً[([19])حيث يمثل هذا
النص كيف كان أسلوب الحوار نموذجا حيا وموجِّها يدعونا الى تمثل خطى إبراهيم(ع) بأسلوب الرفق واللين, والنصح المؤدب
للوالدين حين اقتضاء الأمر, وهو صريح ما أمرنا به الله تعالى] وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ
بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً[([20]) .
وقد كان الحوار يواجه صعوبة في بدايته
(لأنه حوار الابن مع أبيه في مجتمع يعتبر للأبوة قداستها وقيمتها الكبيرة التي
ترقى الى درجة الخضوع المطلق تجاه الآباء...ولهذا حاول إبراهيم أن يعطي أسلوبه في
الحوار جوا مشحونا بالعاطفة التي قد تعبر عن حالة من حالات التوسل الى أبيه
لإنقاذه)([21]).
على أن مخاطبة الوجدان وإذكاء مكامن الفطرة
لابد أن تنأى عن العفوية التي قد تخلق انجرافا مع العاطفة لمصلحة الكفر
والضلال؛(لأن الأسلوب العاطفي لا ينبع من حالة نفسية عفوية بل يرتكز على تخطيط
يعتبر العاطفة جزء من الخطة العامة حيث تخضع لما تخضع له الخطة من مرونة ووعي
وثبات)([22]) .
لذلك فإن إبراهيم(ع) حينما وجد
أن أباه لم يهتد وهدده بالرجم أو الهجر, وجّه خطابه إليه] قَالَ سَلَامٌ
عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيّاً[([23]), إذن فقد
قرر اعتزال أبيه وقومه,( فإذا لم تنفع المرونة ينبغي أن يكون الاعتزال...وأن قضية
التوحيد لا يمكن أن تخضع لأهواء والده ولضلالات الأجيال السابقة, فإنه قرر أن
يثور, ولكن كيف كانت ثورته؟ إنه لم يقتل أباه, ولم يتمرد عليه, وإنما اعتزل ما
يعبد بعد أن جادله بالحسنى, وأعتقد أن هذين الأسلوبين, الأسلوب المرن ثم أسلوب
الاعتزال هما أمثل طريقة للتعامل بين الأجيال في قضايا الصراع وفي حالات التغيير)([24]) .
يمكننا أن نتلمس في الأسلوب الذي انتهجه
إبراهيم(ع) مع أبيه بعض السمات:
منها: إنه حوار هادئ مدروس لا يشوبه
التوتر, ولو مارسته حضارات العالم في عصرنا هذا لشهدت خيرا كثيرا وللاحت بوادر
الانفراج لأزمة الصراع بين الحضارات
ومنها: إنه يتدرج ويتصاعد شيئا فشيئا,
فقد ابتدأ(ع) حواره بصيغة الاستفهام]يا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ
وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنكَ شَيْئاً[([25]) ثم قال
بصيغة يشوبها الاحترام والحرص على نجاة أبيه ]... فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطاً سَوِيّاً[ ([26])وأعرب عن
خشيته وخوفه أن يكون أبوه وليّا للشيطان]...فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ
وَلِيّاً[([27]) .
وثمة أساليب أخرى للرسل في تعاملهم مع أقوامهم
وتبليغهم رسالات الله، سنفصّل القول فيها في الجزء الثاني من البحث إن شاء الله
تعالى .
الدكتورة
نهضة الشريفي
الهوامش
تعليقات
إرسال تعليق