القائمة الرئيسية

الصفحات

أساليب الرسل في مواجهة أقوامهم - الجزء الثاني



أساليب الرسل في مواجهة أقوامهم - الجزء الثاني


أساليب الرسل في مواجهة أقوامهم

الجزء الثاني

تتنوع أساليب الرسل في مواجهة أقوامهم عبر الأسلوب الحواري والأسلوب التطبيقي

      ذكرنا في الجزء الأول من البحث أننا حين نقف عند الآيات الكريمة التي تتعرض لقصص الأنبياء, ونتابع حركتهم الرسالية في إصلاح مجتمعاتهم نجد أن أساليبهم تنتظم ضمن منهجين رئيسين:
الأول: المنهج الحواري المباشر
والآخر: المنهج العملي
    وتنضوي تحت هذين المنهجين أساليب عدة, منها: الاستدلال العقلي ــــ مخاطبة الوجدان وإذكاء الفطرة ــــ طريق المعجزة  ــــ والأسلوب العلمي .

    بينّا فيما سبق الأسلوب الأول والثاني وفصلنا القول فيهما، وسنقف الآن عند الأسلوبين الآخرين: 

(1)       طريق المعجزة : 

      وهو من الأساليب التي اعتمدها بعض الأنبياء لإقامة الدليل على صدق ادّعائهم للنبوة, وللتعبير عن ارتباطهم بالله وصدور الدعوة عن أمره تعالى, ومما لا شك فيه أن المعجزة الصارمة القاطعة للعذر, التي اشترك بها جميع الأنبياء والمرسلين هي: إتقان الدعوة وانسجامها مع فطرة الإنسان .

      والمعجزة كلاميا تعني(ثبوت ما ليس بمعتاد, أو نفي ما هو معتاد مع خرق العادة ومطابقة الدعوى)([1]), وفي الاصطلاح ( أن يأتي المدّعي لمنصب من المناصب الإلهية بما يخرق نواميس الطبيعة ويعجز عنه غيره شاهدا على صدق دعواه)([2]).

      والمقصود بـ (المعجز) بعبارة واضحة: (هو الذي يأتي به مدعي النبوة بعناية الله الخاصة خارقا للعادة وخارجا عن حدود القدرة البشرية وقوانين العلم والتعلّم, ليكون بذلك دليلا على صدق النبي وحجته في دعواه النبوة ودعوته)([3]) .

      ومن أجل تبيين أهمية هذا الأسلوب نعرض معجزة نبي الله موسى في أول مواجهة له أمام فرعون, الطاغية المتجبّر الذي ادّعى الربوبية لنفسه, وهي صورة حية نابضة تجسد الصراع بين الحق المطلق والباطل المحض :
]وَقَالَ مُوسَى يَا فِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ حَقِيقٌ عَلَى أَن لاَّ أَقُولَ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقَّ قَدْ جِئْتُكُم بِبَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَالَ إِن كُنتَ جِئْتَ بِآيَةٍ فَأْتِ بِهَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاء لِلنَّاظِرِينَ [([4]).

     من الجدير بالذكر أن موسى(ع) من أكثر الأنبياء ورودا في القرآن الكريم, فقد ورد ذكره في مائة وستّة وثلاثين موضعا من كلامه تعالى, وأُشير الى قصته إجمالا أو تفصيلا ضمن أربع وثلاثين سورة([5])مكية ومدنية, وقد ذُكر في القرآن كثير من معجزاته الباهرة (كصيرورة عصاه ثعبانا, واليد البيضاء, والطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم وفلق البحر وإنزال المنّ والسلوى وانبجاس العيون من الحجر بضرب العصا وإحياء الموتى ورفع الطور فوق القوم, وغير ذلك)([6]).

     ولعل علة ورود قصة موسى(ع) بصورة أكثر تفصيلا من غيرها في القرآن الكريم( قد تكون لأجل أن اليهود أتباع موسى بن عمران كانوا أكثر من غيرهم في بيئة نزول القرآن, وكان إرشادهم الى الإسلام أوجب, وثانيا: لأن قيام النبي الأكرم كان أشبه بقيام موسى بن عمران من غيره من الأنبياء)([7]) .

    وذلك الشبه متمثل في شدة الظلم وكثرة الفساد وتفشي الطبقة المسحوقة والمضطهدة بين أوساط المجتمع, وغيرها من أنواع هضم الحقوق, بما يدعونا الى ملاحظة (وجود التناسب الكبير بين شريعة موسى(ع) وشريعة نبينا محمد(ص) وبين كتابيهما, ولهذا يكثر في القرآن ذكر موسى وكتابه وبعده ذكر القرآن العظيم, كما قال الله تعالى]وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاء وَذِكْراً لِّلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ وَهُم مِّنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ وَهَذَا ذِكْرٌ مُّبَارَكٌ أَنزَلْنَاهُ أَفَأَنتُمْ لَهُ مُنكِرُونَ[([8])وكما في آية الإسراء)([9]) .

      إن ابتداء موسى(ع) بخطاب فرعون بأنه] رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ [كان نوعا من (إعلان الحرب على جميع تشكيلات فرعون, لأن هذا التعبير يثبت أن فرعون ونظرائه من أدعياء الربوبية يكذبون جميعا في ادعائهم وأن رب العالمين هو الله فقط لا فرعون ولا غيره من البشر)([10]) وهو بمثابة تمهيد لعرض معجزتيه العظيمتين أمامه وأمام ملئه من الأعيان والأشراف, ويعدّ اصطفاء اسم (رب العالمين) في هذه الآية الكريمة من بين جميع الاسماء الحسنى الأخرى(أنسب ما يُتصور في مقابلة الوثنيين,الذين لا يرون إلا أن لكل قوم أو لكل شأن من شؤون العالم وطرف من أطرافه ربا على حدة )([11]) .

      وبعد إلقاء موسى(ع) عصاه وتحولها الى ثعبان مبين, ثم نزعهِ يده فتخرج بيضاء من غير سوء, دبّ الهلع في نفوس الحاضرين، وأُسقط ما في أيدي الخصم, لأنهم أدركوا في قرارة أنفسهم صدق دعوة رسول ربّ العالمين موسى(ع) لكنهم لم يعترفوا بها بألسنتهم وهم الأعيان والأشراف؛ لأن الاعتراف يعني زوال مكانتهم الرفيعة والمرموقة في سلّم الدولة والسياسة والجاه العريض ]وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْماً وَعُلُوّاً فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ[([12]).

      وقُهر فرعون بهاتين المعجزتين فلم يجد في مقابل منطق الحق جوابا سوى اتهامه بالسحر, في زمن تفشى فيه السحر والشعبذة, وهو منطق بائس سقيم تشبث به الطغاة في مواجهتهم أنبياء الله على مرّ التاريخ, لاسيما النبي الخاتم(ص) بما نقله لنا القرآن في آيات عدة منها]إنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ثُمَّ نَظَرَ ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَر[([13]), وانتشرت أخبار المعجزتين, وشاع موقف التحدي هذا بين سواد الناس وأخذ مأخذه في تحريك النفوس وتوجيها نحو الحق, حتى طال قصر فرعون نفسه, وهي امرأته الصالحة الصابرة, ومؤمن آل فرعون أحد حاشيته المقربين.

(2)       الأسلوب العلمي :  

    وهو البُعد الذي يحظى باهتمام خاص لدى مثقفي العصر الحاضر, في زمن التقدم العلمي والتكنولوجي, حيث يهيمن اليوم منطق العلم والبرهان العقلي, لدى طبقة العلماء والباحثين والمثقفين, من أجل تسيير عجلة الحياة وإقامة الحضارات, ولكن بمعزل عن الدين عند شريحة منهم, وهذا خطأ محض؛ لأن ما نشاهده اليوم من سيادة الوثنية وطقوسها في بعض الدول على الرغم من تطورها العلمي والصناعي والتقني هو أصدق دليل على أن التبحر في العلم لا يغني عن الدين البتة, ولا يحل محل التعاليم السماوية بأي حال من الأحوال .

      لقد كان الديانات قبل الإسلام بمنأىً عن العلم والعقل, حيث أفرغت من محتواها وحرّفت, حتى تحول شعار قادة الأديان في مشارق الأرض ومغاربها الى إطفاء سراج العقل " أطفئ مصباح عقلك واعتقد وأنت أعمى", وعندما جاء الإسلام رفع شعار" الدين هو العقل ولا دين لمن لا عقل له" ونهى عن التقليد الأعمى وعن قبول الأشياء دونما برهان ودليل([14]).

     واليوم نستطيع بفضل التقدم العلمي إثبات وجود الله حين نتأمل قدرته تعالى في النظام الكوني مثلا, فقد ورد عن أحد أعلام الكيمياء الحيوية في أوربا: (إن هذا الانتظام في ظواهر الكون, والقدرة على التنبؤ بها هما أساس الإيمان بفكرة وجود الله, إذ كيف يتسنى أن يكون هنالك كل هذا الانتظام, وأنى يتسنى لنا أن نتنبأ بهذه الظواهر ما لم يكن هنالك مبدع ومدبر وحافظ لهذا النظام العجيب)([15]).

      وهذا هو الأسلوب ذاته الذي مارسه أنبياء الله مع أقوامهم لإثبات وجود الله ووحدانيته, فإننا نجد شيخ الأنبياء نوح(ع) يستغرق ــــ لدى مخاطبة قومه بأسلوب علمي دقيق ــــ في وصف الظواهر الطبيعية والكونية وخلق الإنسان, وحثهم على تحسّس قدرة الله العظيمة وتلمّس نعمه الكثيرة, وذلك في قوله تعالى]فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً مَّا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَاراً أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجاً وَاللَّهُ أَنبَتَكُم مِّنَ الْأَرْضِ نَبَاتاً ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجاً وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطاً لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلاً فِجَاجاً[([16]).




      إن هذه الآيات تحكي عن نبي الله نوح(ع) أنه كان( يعِدُ قومه توافر النعم وتواترها عليهم إن استغفروا ربهم, فلمغفرة الذنوب أثر بالغ في رفع المصائب والنقمات العامة وانفتاح أبواب النعم من السماء والأرض, أي أن هناك ارتباطا خاصا بين صلاح المجتمع الإنساني وفساده, وبين الأوضاع العامة الكونية المربوطة بالحياة الإنسانية وطيب عيشه ونكده)([17]), وهنالك أيضا تلازم جليّ بين الدين والعلم, بين علاقة العبد بربه وبين تعايشه في الأرض وتعامله مع خيراتها واكتشافه كنوزها, فكلما تقرّب العبد الى ربه تفتحت في ذهنه ينابيع العلم والمعرفة وانتشر نور الإيمان في قلبه, وعلم الله لا نهاية له, وخواص الأشياء وقوانين الفيزياء التي أودعها في هذا الكون لا نهاية لها]قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً[([18]).

      وتضمن خطاب نوح(ع) أيضا بُعدا علميا آخرا يسبر أغوار النشأة الجنينية للإنسان, وهي من مكتشفات العصر الحديث, فكان(ع) يقرعهم ويؤنبهم] َّما لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَاراً[ ([19])أي مالكم لا تلتزمون مواقع عظمة الله وقد خلق كل واحد منكم تارات متنوعة, وذلك فيما تعبر عنه الأطوار الجنينية, أو فيما تعبر عنه مراحل النمو الإنساني من الطفولة الى الشباب الى الشيخوخة, أو يكون المراد تعدد الأطوار بتعدد الأشخاص والجماعات في اختلاف ألوانهم وألسنتهم وأوضاعهم الجسدية المتنوعة([20]) وقيل حول دلالة الأطوار:(...أي تارات, إذ خلقكم أولا عناصر ثم مركبات تغذي الإنسان ثم أخلاطا ثم علقا ثم مضغا ثم عظاما ولحوما ثم أنشأناهم خلقا آخر, فإنه يدل على أنه يمكن أن يعيدهم تارة أخرى فيعظمهم بالثواب, وعلى إنه تعالى عظيم القدرة تام الحكمة)([21]).


      وفي الواقع إن الأسلوب العلمي هو بُعد من أبعاد الإعجاز الإلهي, فحين نتأمل الخطاب الذي جرى على لسان نوح(ع) نجد أنه كان يهمّ بدفع قومه الى التفكّر بخلق الله المعجز, في السماء وطبقاتها, والقمر ونوره, والشمس ووهجها, وكيفية خلقهم من الأرض ثم إعادتهم اليها عند الموت, ثم إخراجهم منها يوم البعث, وهي معجزات عظيمة لا يملك أمامها من كان ذا لبّ وبصيرة إلا أن يعتبر بها .

(3)       أساليب أخرى :

      ذكرنا في مستهل الحديث عن موضوع أساليب الأنبياء عند تعاملهم مع أقوامهم, بأنه يمكن التعبير عن هذه الأساليب باستعمال الكلمات القرآنية, وربما تندرج هذه الأساليب ضمن الأبعاد الاستدلالية أو الوجدانية أو العلمية التي وقفنا عندها, وقد يتداخل في المقطع الواحد ترهيب وترغيب وحكمة ووعظ :

         أ‌-        أسلوب الترهيب والاعتبار بالأمم السالفة : 

    وتمثله الآيات الكريمة الآتية :
·       ]فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقَدْ أَبْلَغْتُكُم مَّا أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّونَهُ شَيْئاً إِنَّ رَبِّي عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ [([22]).

·        ]أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ لاَ يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ اللّهُ جَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّواْ أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُواْ إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ[([23]).

·       ]فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ[([24]) .

·       ]فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ[([25]).

      ب‌-      أسلوب الترغيب : 

    وتشير إليه الآيات الكريمة الآتية :
·       ]قَالَ اللّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ[([26]).

·       ]الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْداً وَسَلَكَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلاً وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّن نَّبَاتٍ شَتَّى كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّأُوْلِي النُّهَى[([27]).

·       ]وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِناً قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُوْلَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاء مَن تَزَكَّى[([28]).

·       ]فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً[([29]).

      ت‌-      طريق الحكمة والوعظ والإرشاد: 

    ومن الآيات الكريمة الدالة على هذا الأسلوب:
·       ] وَلَمَّا جَاء عِيسَى بِالْبَيِّنَاتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُم بِالْحِكْمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُم بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ[([30]).

·       ]كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلَا تَتَّقُونَ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ[([31]).

·        ]فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُم بِمَا تَعْلَمُونَ أَمَدَّكُم بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ قَالُوا سَوَاء عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُن مِّنَ الْوَاعِظِينَ[([32]).

·       ]وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ فَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ وَلاَ تَقْعُدُواْ بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِهِ وَتَبْغُونَهَا عِوَجاً وَاذْكُرُواْ إِذْ كُنتُمْ قَلِيلاً فَكَثَّرَكُمْ وَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ[([33]).


الدكتورة نهضة الشريفي


الهوامش :



([1]) كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد , العلامة الحلي : 218
([2]) البيان في تفسير القرآن , السيد الخوئي : 43
([3]) آلاء الرحمن في تفسير القرآن , محمد جواد البلاغي : 1/ 3
([4]) سورة الأعراف : 104ـ 108
([5]) أطلس القرآن , د. شوقي أبو خليل : 73
([6]) قصص الانبياء , الطباطبائي : 237
([7]) الأمثل : 5/ 94
([8]) سورة الأنبياء : 48ـ 50
([9]) جمال القص القرآني , د. أحمد نهيرات : 511 , مجلة آفاق الحضارة الإسلامية , العدد 23
([10]) م . ن : 5/ 97
([11]) الميزان : 9/ 217
([12]) سورة النمل : 14
([13]) سورة المدثر : 18ـ 24
([14]) ظ التكامل في الإسلام , أحمد أمين : 25
([15]) استخدام الأسلوب العلمي , د. وولتر أوسكار لندبرج : 33 , من كتاب : الله يتجلى في عصر العلم
([16]) سورة نوح : 10ـ 20
([17]) الميزان : 29/ 34
([18]) سورة الكهف : 109
([19]) سورة نوح : 13ـ 14
([20]) ظ من وحي القرآن : 141
([21]) كنز الدقائق , محمد بن محمد رضا القمي المشهدي : 13/ 456
([22]) سورة هود : 57ـ 60
([23]) سورة إبراهيم : 9
([24]) سورة فصلت : 13
([25]) سورة فصلت : 15
([26]) سورة المائدة : 119
([27]) سورة طه : 53ـ 54
([28]) سورة طه : 75ـ 76
([29]) سورة نوح : 10ـ 12
([30]) سورة الزخرف : 63
([31]) سورة الشعراء : 105ـ 110
([32]) سورة الشعراء : 131ـ 136
([33]) سورة الأعراف : 85ـ 86

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع في المحتويات